سلسلة الحصين الذهبية
17 سؤالاً عن مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ؟!
بقلم : د/ أحمد بن عبد العزيز الحصين
نقلت بعضاً منها من هنــــا المصــدر
1.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام .
هناك الكثير من البسطاء لا يعرفون شيئاً عن مقتل الحسين رضي الله عنه أو أنهم يصدقون الروايات
المكذوبة ، ولهذا نتوخى الحذر حتى لا نسمح لدعاة الفتنة أن يطفو على السطح ، ولكننا نوضح ما نعتقد
صحته والله الموفق .
س 1 : من هو الحسين بن علي رضي الله عنه ؟
ج : هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي
الهاشمي ولد في خمس ليالٍ مضت من شعبان في سنة أربع من الهجرة .
أمه : هي فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين .
أبوه : هو أمير المؤمنين والخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ابن عم رسولنا محمد
صلى الله عليه وسلم والذي قتله عبد الرحمن بن ملجم .
س 2 : هل الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ بأن الحسين رضي الله عنه سيقتل ؟
ج : نعم تنبأ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين رضي الله عنه ، قالت أم سلمة : دخل الحسين
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع ، فقالت أم سلمة : مالك يا رسول الله ؟ قال : إن جبريل أخبرني
أن ابني هذا يُقتل وأنه اشتد غضب الله على من يقتله
( مختصر تاريخ دمشق : محمد بن مكرم . تحقيق مأمون الصاغرجي ، دار الفكر . دمشق . طـ (1) 1408 . 1988 7/134 ) ،
وعن أم سلمة أيضاً قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجرتي
( نفس المصدر السابق 7/135 28 . أخرجه الترمذي ) .
س 3 : من الذي قتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : ذكر المؤرخون أن أول من ضرب الحسين هو زرعة بن شريك النجيبي على كفه اليسرى ، ثم ضربه
على عاتقه ، ثم طعنه بالرمح سنان بن أنس النخعي حتى مات ثم احتز رأسه ، رحمه الله فقد رزقه الله الشهادة .
س 4 : من رؤوس الفتنة الذين تجرأوا على قتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : رؤوس الفتنة هم :
1 :: عبيد الله بن زياد بن أبيه . 2 :: مسلم بن عقبة المري .
3 :: عمر بن سعد بن أبي وقاص . 4 :: شمر بن ذي الجوشن .
5 :: حصيـــــــن بن نمير . 6 :: قيـــــس بن الأشعث بن قيس .
7 :: عمرو بن الحجاج ( المشتهر بالمروق ) .
هؤلاء من تآمر على الحسين رضي الله عنه وقتلوه ومزقوه رحمه الله رحمة واسعة .
س 5 : ما الموقف الحق من مقتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : الموقف الحق كما بينه شيخ المفسرين ابن كثير قال : فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين
رضي الله عنه فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي
هي أفضل بناته ، وقد كان عابداً وسخيّاً ، ولكن لا يحسن ما يفعله الناس من إظهار الجزع والحزن الذي
لعلَّ أكثره تصنعاً ورياءً ، وقد كان أبوه أفضل منه فقُتل وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين ،
فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين ، وكذلك
عثمان رضي الله عنه كان أفضل من علي رضي الله عنه عند أهل السنة والجماعة ، وقد قُتل وهو محصور
في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ستٍ وثلاثين وقد ذُبح من الوريد إلى الوريد ، ولم يتخذ
الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أفضل من عثمان وعلي ، قُتل وهو قائم
يُصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن ، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك الصدِّيق كان أفضل
منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ،
وقد قبضه الله إليه ، كما مات الأنبياء قبله ، ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتماً .
س 6 : هل حاول الصحابة منع الحسين رضي الله عنه من الذهاب إلى كربلاء ؟
ج : لقد قام كبار الصحابة رضي الله عنهم بنصحه والرجوع عن خروجه على يزيد بن معاوية
رضي الله عنه والذهاب إلى كربلاء .
لقد روى الطبري أن الحسين رضي الله عنه لما خرج من مكة اعترضه رُسل الوالي عمر بن سعيد بقيادة
أخيه يحيى ، فقالوا له : أين تذهب وطلبوا منه الانصراف فأبى فتدافع الفريقان وتضاربا بالسياط وامتنع
الحسين منهم ، ثم مضى فناداه يحيى : يا حسين ؟ اتق الله ولا تخرج من الجماعة وتفرق هذه الأمة !!
فأجابه بالآية : ( لي عملي ولكم عملكم ، أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) ثم مضى .
وقد روى الطبري كذلك أن عبد الله بن جعفر لما علم بخروج الحسين من مكة أرسل إليه كتاباً مع ابنيه
عون ومحمد يقول فيه : إني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي فإني مشفق عليك من الوجه
الذي توجه إليه أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك . إن هلكت اليوم طُفئ نور الأرض ، فإنك علم
المهتدين ورجل المؤمنين ، فلا تعجل بالسير فإني في إثر الكتاب .
ولقد روى ابن كثير أن عبد الله بن عمر لما سمع بخروج الحسين إلى العراق ، وكان هو في مكة لحق به على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له : أين تريد ؟ قال : العراق . وهذه كتبهم وبيعتهم ، فقال له ابن عمر : إني محدثك حديثاً : أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيَّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وأنك بضعة من رسول الله وما نالها أحد منكم أبداً ! وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبي أن يرجع ، فاعتنقه وقال له : أستودعك الله من قتيل !
كذلك روي أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه جاء إلى الحسين وقال له : إني لك ناصر ، وإني عليك
مشفق ، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة وإنك تنوي الخروج إليهم ، فلا تخرج ! فإني سمعت
أباك يقول بالكوفة (ابن كثير . البداية والنهاية وقال حسن وأخرجه سعيد في سننه ) : والله لقد مللتهم وأبغضتهم
وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز منهم فاز بالسهم الأخيب والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر
ولا صبر على السيف ( نفس المصدر السابق 160 ) .
وقال الإمام ابن كثير : وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عباس يطلب منه أن يكف الحسين
وقال له : ( أحسبه قد جاءه رجال من الشرق فمنوه بالخلافة ، وعندك منهم خبر وتجربة ، فإن كان قد فعل ،
فقد قطع راسخ القرابة وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه ، فامنعه عن الفرقة ) ( نفس المصدر السابق ) .
س 7 : هل أهل كربلاء خذلوا الحسين رضي الله عنه ؟
ج : نعم فقد روى الطبري : أن الحسين رضي الله عنه لما تيقَّن من مقتل مسلم وتيقن من خذلان
أهل كربلاء قال لمن معه من غير أسرته ، ولمن انضم إليه في طريقه :
( لقد خذلتنا شيعتنا !! فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ، فتفرق أكثر الناس ، ولم يبق معه إلا أبناؤه
وأقرباؤه وبعض المخلصين من أوليائه ، ولم يكن يزيد مجموعهم على المائة ) ( الطبري ) .
وروى الطبري أيضاً أن مسلم بن عقيل بعد أن أثخنته الحجارة التي رشق بها فاستسلم فأخذوا سيفه ، فقال :
هذا أول الغدر ، وبكى ، وكان يقربه عمرو بن عبيد الله بن عباس فقال له : من يطلب مثل الذي تطلب إذا
نزل به الذي نزل بك لا يبكى ! فقال له : والله ما لنفسي أبكى ! ولا لها من القتل أرثي ، ولكن أبكي لأهلي
المقبلين ، أبكي الحسين وآل الحسين !! ثم أقبل على محمد بن الأشعث فقال له : يا عبد الله ! والله ستعجز
عن أماني ، فهل عندك خبر تستطيع أن تبعث من عندك رجلاً على لساني يبلغ حسيناً ، فإني لا أراه قد خرج
إليكم هو وأهل بيته ، فيقول له إن مسلماً أسير ولا يمسي حتى يقتل ، فارجع بأهلك وبيتك ، ولا يغرك أهل
الكوفة ، فإنهم أصحاب أبيك ! الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، وقد كذبوني وكذبوك ، وليس للكذاب
رأي ! فوعده أن يفعل ، ثم أرسل شخصاً يخبره خبر مسلم ورسالته ، فلقي الحسين وأخبره فقال له : كل ماحم
نازل وعند الله نحتسب أنفسنا وفساد أمتنا ثم استمر في رحلته وكان في إمكانه أن يعود
( نفس المصدر السابق 278/281 ) .
س 10 : هل حزن يزيد لاستشهاد الحسين رضي الله عنه ؟ وكيف كانت معاملة يزيد مع أهل الحسين ؟
ج : أ - يروى أن يزيد دمعت عيناه لما حُمل إليه رأس الحسين رضي الله عنه وقال لحامله : لقد كنت أرضى
من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن الله ابن عبيد الله ، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه ، فرحم الله
الحسين ، أما والله يا حسين لو أنا صاحبك ما قتلتك ثم دعا بعلي الصغير بن الحسين ونسائه ، فأدخلوه
عليه وعنده أشراف الشام ، فقال لعلي : أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به
ما قد رأيت ، ثم أمر بإنزالهم في داره وأمر لهم بما يصلحهم ، وكان لا يتغدى ولا يتعشى إلا وعلي معه ، ثم
أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسيرهم إلى المدينة مع أناس صالحين ، ولما أرادوا الخروج
دعا علياً فودعه وقال له : لعن الله ابن مرجانة ! أما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة إلا أعطيتها
إياه ولدفعت عنه الحتف بكل ما استطعت ، ولو بذلت بعض ولدي ، ولكن الله قضى ما رأيت ، فكاتبني ،
وإنه إليَّ كل حاجة تكون لك ،
ويروي ابن قتيبة أنه لما أدخلوا عليه رأس الحسين وأهله بكى حتى كادت نفسه تفيض ، وبكى معه أهل الشام
حتى علت أصواتهم ، ويروي المسعودي أن ابن زياد قال لقاتل الحسين أنه كان خير الناس أماً وأباً وخير
عباد الله ، فلم قتله ؟ ثم أمر بضرب عنقه
س 12 : هل يزيد بن معاوية أمر بقتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : الذي يعرفه العاقل اللبيب أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين بن علي فهو بريء من هذه التهمة .
قال المؤرخ دروزه : إنه ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين رضي الله عنه إلى يزيد ، فهو لم يأمر بقتاله ، فضلاً عن قتله ، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل ،
س 14 : ما هو موقف أهل السنة من قتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : أولاً : أهل السنة يحزنون بقتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم والحسين قتل مظلوماً وما كان
ينبغي أن يُقتل ولكنه قدر الله ، وقد قتل وقعت الفاجعة والمصيبة ، فأهل السنة لا يرضون بمقتله ولا يجوز
أن نحمل إثم هذه الجريمة لغير من نفذوها كما قال تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ( الزمر ) .
وأهل السنة يترحمون على الصحابة جميعاً ولا يرضون بسب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كما قال
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
( حسنه الألباني ) .
ثانياً : فأهل السنة لا يجعلون قضية مقتل الحسين قضية الإسلام فقد مضت وانقضت .
ثالثاً : ولو كانت قضية مقتل الحسين هي قضية الإسلام لكان مقتل زوج أخته عمر بن الخطاب ،
وزوج خالته عثمان بن عفان ، وأبيه علي بن أبي طالب أولى بجعلها قضية الإسلام فهؤلاء أعظم من
الحسين بن علي بإجماع أهل الإسلام قاطبة ولا ريب أن قتل الحسين رضي الله عنه من أعظم الذنوب
ومن أقدم على ذلك يستحقون العذاب .
س 16 : من هم الذين استشهدوا مع الحسين رضي الله عنه ؟!
ج : الذين استشهدوا مع الحسين رضي الله عنه في كربلاء هم :
أولاً : من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أبو بكر ، محمد ، عثمان ، جعفر ، العباس .
ثانياً : من أولاد الحسن رضي الله عنه : أبو بكر ، عمر ، عبد الله ، القاسم .
ثالثاً : من أولاد الحسين رضي الله عنه : أبو بكر ، عمر ، عثمان ، علي الأكبر ، عبد الله .
ملاحظة هامة : تلاحظ أيها القارئ أن آل البيت سموا أبناءهم بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان وهذا
يدل على أن محبة آل البيت لهؤلاء الخلفاء والأصحاب رضي الله عنهم ثابتة ومعلنة .
س 17 : اذكر ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حب الحسين رضي الله عنه ؟
ج : هناك أحاديث كثيرة في هذا الباب منها : عن أبي أيوب الأنصاري قال : دخلت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه في حجرة ، فقلت يا رسول الله ، أتحبهما ؟
قال صلى الله عليه وسلم : وكيف لا أحبهما وهما ريحانتان من الدنيا أشمهما
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ومن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني )
وعن أنس رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أهل بيتك أحب إليك ؟
قال الحسن والحسن قال : وكان يقول لفاطمة : أدعي لي بابني فيشمهما ويضمهما
وعن يعلى بن بسرة العامري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط )
2.
وقال ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم الحسين عليه السلام - في دعائه على شيعته :
اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض الولاة عنهم أبداً ، فإنهم دعونا
لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا
وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم ، فكان مما قال :
لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا ، وتهافتم كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها
سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب ، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا
وتقتلوننا ، ألا لعنة الله على الظالمين
وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون ، إنهم شيعته أهل الكوفة ،
فلماذا يحملون أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين - رضى الله عنه وارضاه -؟!
ولهذا قال السيد محسن الأمين :
بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه
وقال زين العابدين - رضى الله عنه - لأهل الكوفة :
هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه ..
بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم
حرمتي فلستم من أمتي
إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم ؟
.
.
17 سؤالاً عن مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ؟!
بقلم : د/ أحمد بن عبد العزيز الحصين
نقلت بعضاً منها من هنــــا المصــدر
1.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام .
هناك الكثير من البسطاء لا يعرفون شيئاً عن مقتل الحسين رضي الله عنه أو أنهم يصدقون الروايات
المكذوبة ، ولهذا نتوخى الحذر حتى لا نسمح لدعاة الفتنة أن يطفو على السطح ، ولكننا نوضح ما نعتقد
صحته والله الموفق .
س 1 : من هو الحسين بن علي رضي الله عنه ؟
ج : هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي
الهاشمي ولد في خمس ليالٍ مضت من شعبان في سنة أربع من الهجرة .
أمه : هي فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين .
أبوه : هو أمير المؤمنين والخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ابن عم رسولنا محمد
صلى الله عليه وسلم والذي قتله عبد الرحمن بن ملجم .
س 2 : هل الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ بأن الحسين رضي الله عنه سيقتل ؟
ج : نعم تنبأ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين رضي الله عنه ، قالت أم سلمة : دخل الحسين
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع ، فقالت أم سلمة : مالك يا رسول الله ؟ قال : إن جبريل أخبرني
أن ابني هذا يُقتل وأنه اشتد غضب الله على من يقتله
( مختصر تاريخ دمشق : محمد بن مكرم . تحقيق مأمون الصاغرجي ، دار الفكر . دمشق . طـ (1) 1408 . 1988 7/134 ) ،
وعن أم سلمة أيضاً قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل الحسين على رأس ستين من مهاجرتي
( نفس المصدر السابق 7/135 28 . أخرجه الترمذي ) .
س 3 : من الذي قتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : ذكر المؤرخون أن أول من ضرب الحسين هو زرعة بن شريك النجيبي على كفه اليسرى ، ثم ضربه
على عاتقه ، ثم طعنه بالرمح سنان بن أنس النخعي حتى مات ثم احتز رأسه ، رحمه الله فقد رزقه الله الشهادة .
س 4 : من رؤوس الفتنة الذين تجرأوا على قتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : رؤوس الفتنة هم :
1 :: عبيد الله بن زياد بن أبيه . 2 :: مسلم بن عقبة المري .
3 :: عمر بن سعد بن أبي وقاص . 4 :: شمر بن ذي الجوشن .
5 :: حصيـــــــن بن نمير . 6 :: قيـــــس بن الأشعث بن قيس .
7 :: عمرو بن الحجاج ( المشتهر بالمروق ) .
هؤلاء من تآمر على الحسين رضي الله عنه وقتلوه ومزقوه رحمه الله رحمة واسعة .
س 5 : ما الموقف الحق من مقتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : الموقف الحق كما بينه شيخ المفسرين ابن كثير قال : فكل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتل الحسين
رضي الله عنه فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي
هي أفضل بناته ، وقد كان عابداً وسخيّاً ، ولكن لا يحسن ما يفعله الناس من إظهار الجزع والحزن الذي
لعلَّ أكثره تصنعاً ورياءً ، وقد كان أبوه أفضل منه فقُتل وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين ،
فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين ، وكذلك
عثمان رضي الله عنه كان أفضل من علي رضي الله عنه عند أهل السنة والجماعة ، وقد قُتل وهو محصور
في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ستٍ وثلاثين وقد ذُبح من الوريد إلى الوريد ، ولم يتخذ
الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أفضل من عثمان وعلي ، قُتل وهو قائم
يُصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن ، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك الصدِّيق كان أفضل
منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتماً ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ،
وقد قبضه الله إليه ، كما مات الأنبياء قبله ، ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتماً .
س 6 : هل حاول الصحابة منع الحسين رضي الله عنه من الذهاب إلى كربلاء ؟
ج : لقد قام كبار الصحابة رضي الله عنهم بنصحه والرجوع عن خروجه على يزيد بن معاوية
رضي الله عنه والذهاب إلى كربلاء .
لقد روى الطبري أن الحسين رضي الله عنه لما خرج من مكة اعترضه رُسل الوالي عمر بن سعيد بقيادة
أخيه يحيى ، فقالوا له : أين تذهب وطلبوا منه الانصراف فأبى فتدافع الفريقان وتضاربا بالسياط وامتنع
الحسين منهم ، ثم مضى فناداه يحيى : يا حسين ؟ اتق الله ولا تخرج من الجماعة وتفرق هذه الأمة !!
فأجابه بالآية : ( لي عملي ولكم عملكم ، أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) ثم مضى .
وقد روى الطبري كذلك أن عبد الله بن جعفر لما علم بخروج الحسين من مكة أرسل إليه كتاباً مع ابنيه
عون ومحمد يقول فيه : إني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي فإني مشفق عليك من الوجه
الذي توجه إليه أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك . إن هلكت اليوم طُفئ نور الأرض ، فإنك علم
المهتدين ورجل المؤمنين ، فلا تعجل بالسير فإني في إثر الكتاب .
ولقد روى ابن كثير أن عبد الله بن عمر لما سمع بخروج الحسين إلى العراق ، وكان هو في مكة لحق به على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له : أين تريد ؟ قال : العراق . وهذه كتبهم وبيعتهم ، فقال له ابن عمر : إني محدثك حديثاً : أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيَّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وأنك بضعة من رسول الله وما نالها أحد منكم أبداً ! وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبي أن يرجع ، فاعتنقه وقال له : أستودعك الله من قتيل !
كذلك روي أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه جاء إلى الحسين وقال له : إني لك ناصر ، وإني عليك
مشفق ، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة وإنك تنوي الخروج إليهم ، فلا تخرج ! فإني سمعت
أباك يقول بالكوفة (ابن كثير . البداية والنهاية وقال حسن وأخرجه سعيد في سننه ) : والله لقد مللتهم وأبغضتهم
وملوني وأبغضوني وما يكون منهم وفاء قط ومن فاز منهم فاز بالسهم الأخيب والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر
ولا صبر على السيف ( نفس المصدر السابق 160 ) .
وقال الإمام ابن كثير : وكتب يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن عباس يطلب منه أن يكف الحسين
وقال له : ( أحسبه قد جاءه رجال من الشرق فمنوه بالخلافة ، وعندك منهم خبر وتجربة ، فإن كان قد فعل ،
فقد قطع راسخ القرابة وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه ، فامنعه عن الفرقة ) ( نفس المصدر السابق ) .
س 7 : هل أهل كربلاء خذلوا الحسين رضي الله عنه ؟
ج : نعم فقد روى الطبري : أن الحسين رضي الله عنه لما تيقَّن من مقتل مسلم وتيقن من خذلان
أهل كربلاء قال لمن معه من غير أسرته ، ولمن انضم إليه في طريقه :
( لقد خذلتنا شيعتنا !! فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ، فتفرق أكثر الناس ، ولم يبق معه إلا أبناؤه
وأقرباؤه وبعض المخلصين من أوليائه ، ولم يكن يزيد مجموعهم على المائة ) ( الطبري ) .
وروى الطبري أيضاً أن مسلم بن عقيل بعد أن أثخنته الحجارة التي رشق بها فاستسلم فأخذوا سيفه ، فقال :
هذا أول الغدر ، وبكى ، وكان يقربه عمرو بن عبيد الله بن عباس فقال له : من يطلب مثل الذي تطلب إذا
نزل به الذي نزل بك لا يبكى ! فقال له : والله ما لنفسي أبكى ! ولا لها من القتل أرثي ، ولكن أبكي لأهلي
المقبلين ، أبكي الحسين وآل الحسين !! ثم أقبل على محمد بن الأشعث فقال له : يا عبد الله ! والله ستعجز
عن أماني ، فهل عندك خبر تستطيع أن تبعث من عندك رجلاً على لساني يبلغ حسيناً ، فإني لا أراه قد خرج
إليكم هو وأهل بيته ، فيقول له إن مسلماً أسير ولا يمسي حتى يقتل ، فارجع بأهلك وبيتك ، ولا يغرك أهل
الكوفة ، فإنهم أصحاب أبيك ! الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، وقد كذبوني وكذبوك ، وليس للكذاب
رأي ! فوعده أن يفعل ، ثم أرسل شخصاً يخبره خبر مسلم ورسالته ، فلقي الحسين وأخبره فقال له : كل ماحم
نازل وعند الله نحتسب أنفسنا وفساد أمتنا ثم استمر في رحلته وكان في إمكانه أن يعود
( نفس المصدر السابق 278/281 ) .
س 10 : هل حزن يزيد لاستشهاد الحسين رضي الله عنه ؟ وكيف كانت معاملة يزيد مع أهل الحسين ؟
ج : أ - يروى أن يزيد دمعت عيناه لما حُمل إليه رأس الحسين رضي الله عنه وقال لحامله : لقد كنت أرضى
من طاعتكم بدون قتل الحسين ، لعن الله ابن عبيد الله ، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه ، فرحم الله
الحسين ، أما والله يا حسين لو أنا صاحبك ما قتلتك ثم دعا بعلي الصغير بن الحسين ونسائه ، فأدخلوه
عليه وعنده أشراف الشام ، فقال لعلي : أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به
ما قد رأيت ، ثم أمر بإنزالهم في داره وأمر لهم بما يصلحهم ، وكان لا يتغدى ولا يتعشى إلا وعلي معه ، ثم
أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسيرهم إلى المدينة مع أناس صالحين ، ولما أرادوا الخروج
دعا علياً فودعه وقال له : لعن الله ابن مرجانة ! أما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة إلا أعطيتها
إياه ولدفعت عنه الحتف بكل ما استطعت ، ولو بذلت بعض ولدي ، ولكن الله قضى ما رأيت ، فكاتبني ،
وإنه إليَّ كل حاجة تكون لك ،
ويروي ابن قتيبة أنه لما أدخلوا عليه رأس الحسين وأهله بكى حتى كادت نفسه تفيض ، وبكى معه أهل الشام
حتى علت أصواتهم ، ويروي المسعودي أن ابن زياد قال لقاتل الحسين أنه كان خير الناس أماً وأباً وخير
عباد الله ، فلم قتله ؟ ثم أمر بضرب عنقه
( مروج الذهب . المسعودي
3/141 ) .
س 12 : هل يزيد بن معاوية أمر بقتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : الذي يعرفه العاقل اللبيب أن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين بن علي فهو بريء من هذه التهمة .
قال المؤرخ دروزه : إنه ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين رضي الله عنه إلى يزيد ، فهو لم يأمر بقتاله ، فضلاً عن قتله ، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل ،
( وفيات الأعيان 3/278 وفوات الوفيات 4/347 ) .
س 14 : ما هو موقف أهل السنة من قتل الحسين رضي الله عنه ؟
ج : أولاً : أهل السنة يحزنون بقتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم والحسين قتل مظلوماً وما كان
ينبغي أن يُقتل ولكنه قدر الله ، وقد قتل وقعت الفاجعة والمصيبة ، فأهل السنة لا يرضون بمقتله ولا يجوز
أن نحمل إثم هذه الجريمة لغير من نفذوها كما قال تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ( الزمر ) .
وأهل السنة يترحمون على الصحابة جميعاً ولا يرضون بسب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كما قال
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )
( حسنه الألباني ) .
ثانياً : فأهل السنة لا يجعلون قضية مقتل الحسين قضية الإسلام فقد مضت وانقضت .
ثالثاً : ولو كانت قضية مقتل الحسين هي قضية الإسلام لكان مقتل زوج أخته عمر بن الخطاب ،
وزوج خالته عثمان بن عفان ، وأبيه علي بن أبي طالب أولى بجعلها قضية الإسلام فهؤلاء أعظم من
الحسين بن علي بإجماع أهل الإسلام قاطبة ولا ريب أن قتل الحسين رضي الله عنه من أعظم الذنوب
ومن أقدم على ذلك يستحقون العذاب .
س 16 : من هم الذين استشهدوا مع الحسين رضي الله عنه ؟!
ج : الذين استشهدوا مع الحسين رضي الله عنه في كربلاء هم :
أولاً : من أولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أبو بكر ، محمد ، عثمان ، جعفر ، العباس .
ثانياً : من أولاد الحسن رضي الله عنه : أبو بكر ، عمر ، عبد الله ، القاسم .
ثالثاً : من أولاد الحسين رضي الله عنه : أبو بكر ، عمر ، عثمان ، علي الأكبر ، عبد الله .
ملاحظة هامة : تلاحظ أيها القارئ أن آل البيت سموا أبناءهم بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان وهذا
يدل على أن محبة آل البيت لهؤلاء الخلفاء والأصحاب رضي الله عنهم ثابتة ومعلنة .
س 17 : اذكر ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حب الحسين رضي الله عنه ؟
ج : هناك أحاديث كثيرة في هذا الباب منها : عن أبي أيوب الأنصاري قال : دخلت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه في حجرة ، فقلت يا رسول الله ، أتحبهما ؟
قال صلى الله عليه وسلم : وكيف لا أحبهما وهما ريحانتان من الدنيا أشمهما
( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر
7/111 ) .
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ومن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني )
( نفس المصدر
السابق 7/11 ) .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أهل بيتك أحب إليك ؟
قال الحسن والحسن قال : وكان يقول لفاطمة : أدعي لي بابني فيشمهما ويضمهما
( نفس المصدر السابق 7/220 ) .
وعن يعلى بن بسرة العامري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط )
(
أخرجه الترمذي وقال حسن : وسعيد في سننه ) .
2.
"امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام يتبرأ من الرافضة"
يقول على بن ابى طالب رضى الله عنه فى نهج البلاغة :
وسيهلك فيّ صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق , ومبغض مفرط يذهب
به البغض إلى غير الحق ، وخير الناس فيّ حالاً النمط الأوسط فالزموه والزموا السواد الأعظم فإن
يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة ألا من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه
وسيهلك فيّ صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق , ومبغض مفرط يذهب
به البغض إلى غير الحق ، وخير الناس فيّ حالاً النمط الأوسط فالزموه والزموا السواد الأعظم فإن
يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة ألا من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه
خطبة رقم 127 - ص 184 -185 نهج البلاغة
ويقول امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام :
لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما
خلص من الألف واحد
لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما
خلص من الألف واحد
الكافي/الروضة 8/338.
وقال أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام مخاطبا الشيعة :
يا أشباه الرجال ولا رجال ، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال ، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم
معرفة جرت والله ندماً وأعقبت صدماً.. قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً ، وشحنتم صدري غيظاً،
وجرعتموني نغب التهام أنفاساً ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش:
إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لاعلم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يطاع
.يا أشباه الرجال ولا رجال ، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال ، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم
معرفة جرت والله ندماً وأعقبت صدماً.. قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً ، وشحنتم صدري غيظاً،
وجرعتموني نغب التهام أنفاساً ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش:
إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لاعلم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يطاع
نهج البلاغة 70، 71.
وقال ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم الحسين عليه السلام - في دعائه على شيعته :
اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض الولاة عنهم أبداً ، فإنهم دعونا
لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا
الإرشاد للمفيد 241.
وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم ، فكان مما قال :
لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا ، وتهافتم كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها
سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب ، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا
وتقتلوننا ، ألا لعنة الله على الظالمين
الاحتجاج 2/24.
وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون ، إنهم شيعته أهل الكوفة ،
فلماذا يحملون أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين - رضى الله عنه وارضاه -؟!
ولهذا قال السيد محسن الأمين :
بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه
أعيان الشيعة / القسم الأول 34.
وقال زين العابدين - رضى الله عنه - لأهل الكوفة :
هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه ..
بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم
حرمتي فلستم من أمتي
الاحتجاج 2/32.
وقال أيضاً عنهم :إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم ؟
الاحتجاج 2/29.
وقال الباقر - رضى الله عنه -:
لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم بنا شكاكاً والربع الآخر أحمق .
لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم بنا شكاكاً والربع الآخر أحمق .
رجال الكشي 79.
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين رضى الله عنها لأهل الكوفة :
أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل .. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً،
هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب .. أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم
بعارها .. وانى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة
أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل .. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً،
هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب .. أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم
بعارها .. وانى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة
الاحتجاج 2/29-30.
.
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق