.
سئل الشيخ الإمام أبو عبدالله محمد ابن الشيخ
الصالح تقي الدين أبي محمد أبي بكر المعروف
بابن قيم الجوزية ماتقــــــول السادة العلماء ، أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين ..
في رجلِ ابُتلي ببلية ، وعلم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته ، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه
بكل طريق ، فما تزداد إلا توقداً وشدة ًفما الحيلة في دفعها ؟ وما الطريق إلى كشفها ؟
فرحم الله من أعان مبتلى ، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه ،
أفتونا مأجورين رحمكم الله .
فكتب الشيخ رضي الله عنه : الحمدلله ، أما بعد :
ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
[ ماأنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ].
وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لكل داء دواء ؛ فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله ).
وهذا يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها ، وقد جعل النبي صلى الله عليه
وسلم الجهل داء ، وجعل دواءه سؤال العلماء .
وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاء ، فقال تعالى :
( ولو جعلنـــه قُرءاناً أعجميّاً لقالوا لولا فُصِّلت ءايـــته ءَأعجميٌّ وعربيٌّ قل هو للذين
ءامنوا هُدىً وشِفاءٌ ) فصلت :44
وقال :[ وننزل من القرءان ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ] الإسراء 82
و( من) هاهنا لبيان الجنس لا للتبعيض ؛ فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في
الآيه المتقدمه ، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب ، فلم ينزل
الله سبحانه وتعالى من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة
الداء من القرآن .
وقد ثبت في _الصحيحين_ من حديث أبي سعيد قال : ( انطلق نفر من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها ، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب
فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيوفهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لاينفعه
شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا على حينا ، لعله أن يكون عند
بعضهم شي ء ، فأتوهم ، فقالوا : ياأيها الرهط ، إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء
فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا
براق حتى تجعلوا لي جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ويقرأ :
( الحمدلله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي ، ومابه قلبه ، فأوفوهم
جعلهم الذي صالحوهم عليه . فقال بعضهم :اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا نفعل حتى
نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر بما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال : ومايدريك أنها رقيه ؟ ثم قال :
قد أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما ).
فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأن لم يكن ، وهو أسهل دواء وأيسره ،
ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحه لرأى تأثيرا عجيبا في الشفاء ,
ومكثت بمكه مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء ، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ،
فأرى لها تأثيرا عجيبا ، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما ، فكان كثير منهم يبرأ سريعا .
ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له ، وهو أن الأذكار والآيات والأدعيه التي يستشفى
بها ويرقى بها ، هي في نفسها نافعة شافيه ، ولكن تستدعي قبول المحل ، وقوة
همة الفاعل وتأثيره ، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل ، أو لعدم
قبول المحل المنفعل ، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .
وقال ابو ذر : < يكفي من الدعاء مع البر ، مايكفي الطعام من الملح > .
.
بابن قيم الجوزية ماتقــــــول السادة العلماء ، أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين ..
في رجلِ ابُتلي ببلية ، وعلم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته ، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه
بكل طريق ، فما تزداد إلا توقداً وشدة ًفما الحيلة في دفعها ؟ وما الطريق إلى كشفها ؟
فرحم الله من أعان مبتلى ، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه ،
أفتونا مأجورين رحمكم الله .
فكتب الشيخ رضي الله عنه : الحمدلله ، أما بعد :
ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
[ ماأنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ].
وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لكل داء دواء ؛ فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله ).
وهذا يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها ، وقد جعل النبي صلى الله عليه
وسلم الجهل داء ، وجعل دواءه سؤال العلماء .
وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاء ، فقال تعالى :
( ولو جعلنـــه قُرءاناً أعجميّاً لقالوا لولا فُصِّلت ءايـــته ءَأعجميٌّ وعربيٌّ قل هو للذين
ءامنوا هُدىً وشِفاءٌ ) فصلت :44
وقال :[ وننزل من القرءان ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ] الإسراء 82
و( من) هاهنا لبيان الجنس لا للتبعيض ؛ فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في
الآيه المتقدمه ، فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب ، فلم ينزل
الله سبحانه وتعالى من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة
الداء من القرآن .
وقد ثبت في _الصحيحين_ من حديث أبي سعيد قال : ( انطلق نفر من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها ، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب
فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيوفهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لاينفعه
شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا على حينا ، لعله أن يكون عند
بعضهم شي ء ، فأتوهم ، فقالوا : ياأيها الرهط ، إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء
فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا
براق حتى تجعلوا لي جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ويقرأ :
( الحمدلله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي ، ومابه قلبه ، فأوفوهم
جعلهم الذي صالحوهم عليه . فقال بعضهم :اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا نفعل حتى
نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر بما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال : ومايدريك أنها رقيه ؟ ثم قال :
قد أصبتم ، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما ).
فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأن لم يكن ، وهو أسهل دواء وأيسره ،
ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحه لرأى تأثيرا عجيبا في الشفاء ,
ومكثت بمكه مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيبا ولا دواء ، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ،
فأرى لها تأثيرا عجيبا ، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما ، فكان كثير منهم يبرأ سريعا .
ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له ، وهو أن الأذكار والآيات والأدعيه التي يستشفى
بها ويرقى بها ، هي في نفسها نافعة شافيه ، ولكن تستدعي قبول المحل ، وقوة
همة الفاعل وتأثيره ، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل ، أو لعدم
قبول المحل المنفعل ، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .
وقال ابو ذر : < يكفي من الدعاء مع البر ، مايكفي الطعام من الملح > .
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق