من هو الصَّائم
قال ابن القيِّم رحمه الله :
« والصَّائم هو الَّذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزُّور، وبطنه عن الطَّعام
والشَّراب، وفرجه عن الرَّفَث؛ فإنْ تكلَّم لم يتكلَّم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج
كلامه كلُّه نافعًا صالحًا، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرَّائحة الَّتي يشمُّها من جالس حامل المسك، كذلك من
جالس الصَّائم انتفع بمجالسته، وأَمِن فيها من الزُّور والكذب والفجور والظُّلم، هذا هو الصَّوم المشروع
لامجرَّد الإمساك عن الطَّعام والشَّراب ؛ فالصَّوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشَّراب
والطَّعام؛ فكما أنَّ الطَّعام والشَّراب يقطعه ويفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابَه ، وتفسدُ ثمرتَه ، فتُصَيِّره
بمنزلة من لم يصُم »
[«الوابل الصَّيِّب» (ص43)]
تذكــــــــــرةٌ للصَّائم
قال ابن الجوزي رحمه الله :
«أيُّها الغافل عن فضيلة هذا الشَّهر! اعرف زمانك، يا كثير الحديث فيما يؤذي! احفظ لسانك، يا مسؤولًا عن أعماله! اعقل شانك، يا متلوِّثًا بالزُّلل! اغسل بالتَّوبة ما شانك، يا مكتوبًا عليه كلّ قبيح! تصفَّح ديوانك».
[«التبصرة» لابن الجوزي (2/73)]
إحياء ليالي رمضان
قال البشير الإبراهيمي رحمه الله :
« يجب لليالي شهر رمضان المبارك أن تكون حية عند المسلمين لا بما هم عليه من السهرات الوقحة،
واللهو الماجن، والشهوات القاتلة، فإن هذا النوع من الإحياء هو في حقيقته إماتة لحكمة الصوم وقتل لسره
وخيره، ومحو لروحانيته وآثاره النافعة ».
[«آثار الإبراهيمي» (2/293)]
الصوم عبادة لا عادة
قال العلَّامة أحمد شاكر رحمه الله :
« إنِّي أرى في كثير ممَّا اتَّخذنا من العادات في الصَّوم ما ينافي حقيقته، بل ما يحبط الأجر عليه، بل
ما يزيد الإنسان إثمًا، فهمنا أنَّ معنى قيام اللَّيل، سهر اللَّيل، فصرنا نسهر في القهوات والنَّوادي، لا نفكِّر
إلَّا في اللَّهو واللَّعب إلى ساعة متأخِّرة من اللَّيل، ثمَّ نأكل ما شاء الله أن نأكل، ثمَّ نصبح مرهقين متعبين،
وقد ضاقت صدورنا، واضطربت أعصابنا، وساءت أخلاقنا، فلا يكاد اثنان يتحدَّثان، حتَّى ينفجر الغضب
وتثور الثَّائرة، وتتدفَّق الألفاظ النَّابية، إلى ما ترون من حال كلُّكم تعرفونها، وقد تتعذَّرون لصاحبها بأنَّه صائم،
ولا أستثني من ذلك أحدًا إلَّا من عصم الله »
[«جمهرة مقالات أحمد شاكر» (2/292)]
0 التعليقات:
إرسال تعليق