غــزوة بدر الكبرى (2هـ ـ 623)
وقعت
هذه المعركة الحاسمة في رمضان من العام الثاني للهجرة ، عندما انتصر
المسلمون بقيادة الرسول
صلى الله عليه وسلم على المشركين في غزوة بدر الكبرى، التي تُعتبر بمثابة الفيصل الحاسم بين انحسار
الكفر البوَّاح، وبداية غلبة الإسلام في شبه الجزيرة العربية
صلى الله عليه وسلم على المشركين في غزوة بدر الكبرى، التي تُعتبر بمثابة الفيصل الحاسم بين انحسار
الكفر البوَّاح، وبداية غلبة الإسلام في شبه الجزيرة العربية
.
أرى "بَدْراً" كأحسنِ ما أراه
تَزُفُّ النَّصرَ مبتهجاً سَنَاهـُ
وتبدو " العُدْوتانِ" أمام عيني
كأجملِ منظرٍ بَرَزَتْ رُؤَاهـُ
ويرتفع " العَريش" إلى مكانٍ
تَوَدُّ السُّحْبُ ، لو بلغَتْ مَدَاهـُ
وترمقني الرّٓمالُ بعينِ فخرٍ
ينال بها فؤادي مبتغاهـُ
هنا احتفل الجهادُ بخيرِ دينٍ
سَرَى في كلّٓ ناحيةٍ هداهـُ
ومدَّ يَمِيْنَهُ بالنَّصرِ حتَّى
تَضَعْضَعَ بالهزيمةِ من جفاهـُ
هنا ابتهل الرسولُ إلى إِلـٰهٍ
عظيمٍ لا يُخيّٓبُ مَنْ دَعَاهـُ
لقد سقط الرّٓداءُ فَظَلَّ يدعو
وتهمي بالمدامعِ مُقلتاهـُ
كأَنَّي بالثرى يختال تِيْهاً
بدمع المصطفىٰ لمَّا سَقَاهـُ
هنا بَدْرٌ ، إِليها المجدُ أَلْقَىٰ
على حُلَلٍ من التقوى ، عصاهـُ
تَرَعْرَعَ هاهنا مجدٌ تليدٌ
وسارتْ دونما وَجَلٍ خُطَاهـُ
و أَيْنَعَ ها هنا ثَمَرُ المعالي
ورَجَّعَ ها هنا الحادي صَدَاهـُ
هنا "بَدْرٌ" هنا صَرْحٌ تَسَامىٰ
وطاولتِ النُّجومَ هنا ذُرَاهـُ
تراءَى هاهنا الجَيْشَانِ لمَّا
تكشَّفَ عن ثرىٰ بدرٍ دُجَاهـُ
هنا جَيْشانِ ، جيشٌ تاه كِبْراً
كطوفانٍ تَلاطَمَ شاطئاهـُ
على صوت القيانِ مشىٰ اختيالاً
وقد أزْرَىٰ بحكمتهِ هَوَاهـُ
تُدَقُّ له الطُّبولُ على ضلالٍ
ويضربه المجونُ علىٰ قَفَاهـُ
وجيش مؤمنٌ ، يدعو ويتلو
فتنتعِشُ القلوبُ بما تَلاهـُ
فلا تسألْ عن الجيشينِ لمَّا
أدارَ الموتُ بينهما رَحَاهـُ
تحدَّثتِ السيوفُ بكلّٓ معنىً
وقد صَمَتَتْ عن النُّطْق الشّٓفاهـُ
وأفصحت السّٓهامُ ، فكلُّ سَهْمٍ
تحدَّث نِصْلُه عمَّنْ رَمَاهـُ
كأني بالنهَّار وقد تلاشى
وأَنْسَاهُ الغُبَارُ هنا ضُحَاهـُ
هنا أَلْفٌ ، ولكنْ، ثُلْثُ أَلْفٍ
سيهزمُه لأنَّ الألف تاهوا
هنا العَدَدُ الكبيرُ بغيرِ معنىً
فقد شاهتْ وُجوههموا و شاهوا
صناديدُ الضَّلال هنا تَهاوَوْا
وقد ضاقَ "القَليبُ" بِمَن حَوَاهـُ
إذا كتَبَ الإلـٰهُ زوالَ مُلْكٍ
أحاط به التَّخاذُلُ واعتراهـُ
هنا "بَدْرٌ" هنا "الفُرْقانُ" هذا
مقامٌ يَبْلُغُ الأتْقَى عُلاَهـُ
لقد رَسَمَتْ لنا "بَدْرٌ" طريقاً
تجاوَزَ هذه الدُّنيا مَدَاهـُ
مشى الأبطالُ فيه على يقينٍ
وقد نالوا من المولى رِضَاهـُ
وسوف تظلُّ أُمَّتُنا تلاقي
هزائَمها إذا سلكتْ سِواهـُ
هنا "بَدْرٌ" تَزُفُّ لنا حديثاً
لِسَانُ مَقامِها العالي رَوَاهـُ
تقول لأمتي قولاً جميلاً
كَزَهْرِ الرَّوْضِ يُنْعِشنا شَذاه:
ستبقىٰ الهِمَّةُ الكبرىٰ حِصَاناً
يُحَصّلُ ما يريد مَن امتطاهـُ
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق