مدونة شفيــر الذكــرى

بوجع بوهن وربما بفرح مُرتهن..بـِلا حَـزن بـِلا شجن وربما الوجع ولّى وارتحـل ( للكاتبه/ سُهى علي .. )





 إنهم يفجرون الوضع بالتمادي في الاعتقال، بلا مساءلة ولا جريرة، حتى أصبح النقد جرما والاحتجاج تهييجا، ولم تسلم الحرائر من  الاعتقال التعسفي، ومن ندد بمحاولات التفجير هذه، تعرض للحبس..لا أدري ماذا يريدون أكثر مما أنجزوه إلى اليوم، مجتمع مرعوب معزول، مثقفون منهزمون، شيوخ خارج مجال التغطية، سجان يبطش وآمر لا يُساءل، وأحقاد خفية تتراكم وتلهب المشاعر، وكراهية تتجذر تحت وطأة القهر والظلم والتعسف والوعود الكاذبة..
بقلم خالد حسن  المصدر مجلة العصر


كانوا يخوفوننا من المفجرين، وجيشوا المجتمع برمته ضدهم، عندما كان التفجير لا يتعدى محاولة نسف مبنى، لكن أين المجتمع وأعيانه وأهل العلم والرأي والعزم فيه، لما أصبح التفجير يهدد بلدا بأكمله، وليس مبنى فقط، وليس بوضع متفجرات قرب مبنى أو في سيارة مفخخة، وإنما بالتمادي والإمعان في التعسف والاعتقال بغير وجه حق، في وقت لا يتحمل مزيد ضغط وتضييق وقمع، فمن يفجر الأوضاع اليوم؟

عجباً لمن ينتفض لتفجير طائش على يد مجموعة معزولة مغرر بها، بينما لا يسمع له صوت ولا يرفع له رأس أمام من يفجر
بلدا بإشعال نيران الحقد والكراهية وفشو المظالم .

إنهم يفجرون الوضع بالتمادي في الاعتقال، بلا مساءلة ولا جريرة، حتى أصبح النقد جرما والاحتجاج تهييجا، ولم تسلم الحرائر من الاعتقال التعسفي، ومن ندد بمحاولات التفجير هذه، تعرض للحبس.

السكوت فريضة وطلب العافية حكمة وحنكة، والتضييق حاجة والاعتقال إجراء ردعي، والأصل بقاء ما كان على ما كان، ومن يعتقل يُطوى ملفه ومن اعترض انقرض، ومن رفع صوته، فسجن الحائر وأمثاله أولى به، فلا صوت يعلو على خصومة ومعاداة الأحرار والشرفاء، ممن رفعوا أصواتهم بالتنديد والتحذير والنصح، والمطالبة بتصحيح الوضع قبل أن يتفجر.
أخضعوا المجتمع والدين والبلد برمته لأهواء بعض المتنفذين المعادين للتغيير والمرعوبين من عدوى الثورات، الهواجس تطاردهم والخوف من مجتمع حي يتملكهم، ومعركتهم الحقيقية مع كل حر، تحرك لسانه بالنصح والمطالبة أو خط قلمه بما لا تهواه أنفسهم.

لا أدري ماذا يريدون أكثر مما أنجزوه إلى اليوم، مجتمع مرعوب معزول، مثقفون منهزمون، شيوخ خارج مجال التغطية، سجان يبطش وآمر لا يُساءل، وأحقاد خفية تتراكم وتلهب المشاعر، وكراهية تتجذر تحت وطأة القهر والظلم والتعسف والوعود الكاذبة. إنهم يزرعون المتفجرات في كل زاوية من هذا الوطن، في قلب كل مكلوم مجروح الكرامة.


لكن من رحم سياسات الإذلال يولد المجتمع الحي، والاعتقال يلهب أشواق الحرية، ويقرب البعيد ويجمع الشتات ويوحد الهمَ ويحفز على التلاحم بين أفراد ومجموعات لم يكونوا ليجتمعوا يوما ما على فكر أو قضية، وقد كشفت لنا الثورات عن بروز مؤثرين وصانعي أمجاد ومستردي كرامة من خارج الدائرة المعول عليها، تقليديا، والوعي لا يحتاج إلى إذن، كما الاستبداد لا يحتاج إلى دليل أو مستند.




.
abuiyad

0 التعليقات: