...
خرج ( الرشيد ) إلى الحج فلما كان بظاهر الكوفه إذ أبصر ( بهلولاً المجنون ) على قصبه
وخلفه الصبيان وهو يعدو , فقال : مَنْ هذا ؟ فقيل له : ( بهلول المجنون ) , فقال : كنت أشتهي
أن أراه , فادعوه من غير ترويع و فذهبوا إليه وقالوا : اجِبْ أمير المؤمنين , فلم يُجب ,
فذهب إليه الرشيد وقال : السلام عليك يابهلول ,
فقال : عليك السلام ياأمير المؤمنين , فقال : دعوتُكَ لاشتياقي اليك , فقال بهلول :
لكني لم أشتق إليك ! فقال الرشيد : عظني يابهلول , فقال وبِمَ أعظك ؟
هذي قصورهم وهذي قبورهم ! فقال الرشيد : زدني فقد أحسنت ,
فقال : ياأمير المؤمنين مَن رزقه الله مالاً وجمالاً , فعفّ في جماله , وواسى في ماله
كتب في ديوان الأبرار , فظنّ الرشيد أنه يريد شيئاً , فقال : قد أمرنا لك أن تقضي
دينك , فقال : لا ياأمير المؤمنين لايُقضى الدين بدين , اردد الحقَّ على أهله , واقض دَين
نفسك من نفسك , قال : فإنّا قد أمرنا أن تجري عليك , فقال : ياأمير المؤمنين ,
أترى الله يعطيك وينساني ! ثمّ ولّى هارباً .
( قصص العرب 4 / 424 )
0 التعليقات:
إرسال تعليق