مدونة شفيــر الذكــرى

بوجع بوهن وربما بفرح مُرتهن..بـِلا حَـزن بـِلا شجن وربما الوجع ولّى وارتحـل ( للكاتبه/ سُهى علي .. )



.

لا أزال أعجب من صبــــــــر شيخنا أحمد بن حنبل وقد ضرب بين يدي المعتصم بالسياط
حتى غشي عليه فلم يتحول عن رأيه فعلمت الآن من كلمة السمكة أنه لمن يجعل في نفسه
للضرب معنى الضرب ولا عرف للصبر معنى الصبر الآدمي ولو صبر على هذا صبر
الإنسان لجزع وتحول _ ولوضرب ضرب الإنسان لتألم وتغير ولكنه وضع في نفسه
معنى ثبات السنه وبقاء الدين وأنه هو الأمة كلها لا أحمد بن حنبل , فلو تحول لتحول
الناس ولو ابتدع لابتدعوا , فكان صبره صبر أمة كامله لا صبر رجل فرد وكان يضرب بالسياط
ونفسه فوق معنى الضرب _ فلو قرضوه بالمقاريض ونشروه بالمناشير
لما نالوا منه شيئا , إذ لم يكن جسمه إلا ثوبا عليه وكان الرجل هو الفكر ليس غير .

هؤلاء قوم لا يرون فضائلهم فضائل ولكنهم يرونها أمانات قد ائتمنوا عليها من الله لتبقى بهم
معانيها في هذه الدنيا ، فهم يزرعون في الأمم زرعا بيد الله ولا يملك الزرع غير طبيعته وما كان
المعتصم وهو يريد شيخنا على غير رأيه وعقيدته إلا كالأحمق يقول
لشجرة التفاح : أثمري غير التفاح


كتاب وحي القلم الجزء الثاني



.



abuiyad

0 التعليقات: