...
. كتاب قيّم لذيذ جمع بين المتعة والفائده ,
سأضع لكم منه وأسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
وأن يجزي من قام عليه خير الجزاء أنصحكم به ولن تندموا ورب الكعبه
...
روي أن ( أبا أيوب الكاتب ) حُبس في السجن خمس عشرة سنه ,
حتى ضاقت حيلته , وقل صبره , فكتب الى بعض إخوانه , يشكو له طول حبسه ,
فرد عليه جواب رقعته بهذا :
صبـــــــراً أبـــا أيوب صبـــــر مُبَــــــرِّح .... فإذا عجـزت عن الخطوب فمن لها ؟
إن الذي عقد الذي انعقــدت له .... عُقَدُ المــــكاره فيك يملك حلَّــــها
صبــــراً فإن الصبـــر يعقـب راحة ..... ولعلَّــــها أن تنجلي ولعلَّهــــا
فأجابه أبو أيوب يقول :
صـــبَّرتني ووعظتنــي وأنا لها .... وسـ تنجلـــي بل لاأقول لعلهــا
ويَحُلُها من كان صاحبَ عَقدِها .... كرماً به إذ كان يملك حَلَّــها
فلم يلبث بعد ذلك في السجن الاَّ أياماً , حتى أطلق مُكرما .
...
قال أحد الشعراء :
نصل الصديق إذا أراد وصالنا .. ونصد عند صدوده أحيانا
إن صد عني كنت أكرم معرض .. ووجدت عنه مذهبا ومكانا
لا مفشيــــاً بعد القطــــيعة ســـره .. بل كاتما من ذاك مااسترعانا
إن الكــــريم إذا تقطــــــع وده .. كتـم القبيح وأظهر الإحسانا
( آداب الصحبه )
...
إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرئف الحكمه
( علي بن ابي طالب )
...
إني لأستجم قلبي بشيء من اللهو ليكون أقوى لي على الحق
( أبو الدرداء )
...
قال الشاعر :
أمّا الوفاء فشيء قد سمعت به .. فما وجدت له رسما ولا أثرا
فــــلا أطالب مخـــــلوقا به أبـــــــدا .. ولا ألوم على غدر أخا غدرا
ومن توهم في الدنــــيا أخا ثقة .. فإنه بشر لا يعـــرف البشرا
( الشهاب الثقاب )
...إياكم وتحكيم الشهوات على انفسكم فإن عاجلها ذميم , وآجلها وخيم ,
فإن لم ترها تنقاد بالتحذير والإرهاب , فسوفها بالتأميل والإرغاب , فإن الرغبة
والرهبة إذا اجتمعتا على النفس ذلت لهما وانقادت .
( علي بن ابي طالب )
(أدب الدنيا والدين)
...قال عمرو بن معد يكرب الزبيدي :
صبـــــــــــــرت على اللـــــذات لمــــا تولت .. وألزمت نفسي الصبر حتى استمرت
وكانــت على الأيام نفـــسي عزيزة .. فلــما رأت صبري على الذل ذلت
فقلـــــت لها يانفس عيشي كريمه .. لقد كانت الدنيا لنــــا ثم ولت
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى .. فإن أطمعت تاقت وإلا تسلت
فكم غمرة دافعتـــــها بعد غــــــــــــمرة .. تجرعتـــــــها بالصبر حتى تولت
...
روي عن بكر بن عبدالله المزني :
أن قصابا ولع بجارية لبعض جيرانه , فأرسلها أهلها في حاجة لهم إلى قرية
أخرى فتبعها فراودها عن نفسها فقالت : لاتفعل لأنا أشد حبا لك منك لي
ولكنـــــــــــــــــــــــــــي أخاف الله
قال : فأنت تخافينه وأنا لا أخافه ؟ فرجع تائبا فأصابه العطش حتى كاد
ينقطع عنقه فإذا هو برسول لبعض أنبياء بني إسرائيل فسأله قال : مالك
قال : العطش قال : تعالى حتى ندعو الله حتى تظللنا سحابة
حتى ندخل القرية قال : مالي من عمل ؛ قال فأنا أدعو وأمِّن أنت
قال : فدعا الرسول وأمن هو , فأظلتهم سحابة حتى انتهوا إلى القرية
فأخذ القصاب إلى مكانه ومالت السحابه فمالت عليه ,
فرجع الرسول فقال : زعمت أن ليس لك عمل وأنا الذي دعوت وأنت
الذي أمنت فأظلتنا سحابة ثم تبعتك لتخبرني ما أمرك ؟
فأخبره فقال الرسول : التائـــــب إلى الله بمكــــان ليس أحد من الناس بمكانه .
(مختصر التوابين ص 80)
...
مر ديراني من الرهبان فقلنا : أين تريد قال : أجول أطلب صلاح قلبي
قلت : فمن أين أقبلت ؟ فبكى ثم قال : أقبلت من عند قوم ملوا نعم الله
عندهم فخفت أن يسلبهم إياها عندما رأيت من تضييعهم شكرها
فهربت عند ذلك فهل من مرشد يرشد إلى خير أو يدل عليه ؟
( فضيلة الشكر 60 )
...قال أبو عبدالله ورام الكوفي :
كان عندنا بالكوفة رجل له ابن عاق به فلاحاه يوما في شيء فجرَّ برجله حتى
أخرجه من بيته وسحبه في الطريق شيئا كثيرا فلما بلغ إلى موضع منه
قال له : يابنـــي حسبك فإلى هاهنا جررت برجـــل أبي من الدار
حتى جررتني منها .
( نشوار المحاضره 2 / 201 )
...عن عبدالله بن مسعود قال : الله أرحم بعبده يوم يأتيه أو يلقاه من أم واحد
فرشت له بأرض فيء ، ثم قامت فلمست فراشه بيدها ، فإن كان به شوكة
كانت به قبله ، وإن كانت لدغة كانت بها قبله .
...
كان صياد يصطاد العصافير في يوم ريح فجعلت الريح تدخل في عينيه الغبار
فتذرفان فكلما صاد عصفورا كسر جناحه وألقاه في ناموسه ،
فقال عصفور لصاحبه : ماأرقة علينا ! ألا ترى إلى دموع عينيه ؟
فقال له الآخر : لاتنظر إلى دموع عينيه ولكن انظر إلى عمل يديه
( روضة العقلاء )
...قيل لأعرابي : كيف أنسك بالصديق ؟ فقال : وأين الصديق ؟
بل أين الشبيه به ؟ بل أين الشبيه بالشبيه بالصديق ؟
والله ، مايُوقِد نار الضغائن إلا الذين يدّعون الصداقه ويعانون النصيحه
وهم أعداء في *مسوك الأصدقاء .
*مسوك : جلود
( الشهاب الثاقب )
...لما جاء نعي - زيد بن حارثه - أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزل
زيد فخرجت عليه ابنة لزيد فلما رأت النبي أجهشت في وجهه
فبكى النبي حتى انتحب فقيل يارسول الله ماهذا ؟
قال (هذا شـــــوق الحبيب إلى حبيبه )
( كتاب الإخوان 139 )
...
قال ابن عباس رضي الله عنه : يؤتى بالدنيا يوم القيامه في صورة عجوز شمطاء زرقاء
أنيابها بادية مشوهة خلقتها فتشرف على الخلائق فيقال : تعرفون هذه ؟
فيقولون نعوذ بالله من معرفة هذه فيقال : هذه الدنيا التي تناحرتم عليها ,
بها تقاطعتم الأرحام , بها تحاسدتم , وتباغضتم , واغتررتم ,
ثم تقذف في جهنم فتنادي أي رب : أين أتباعي وأشياعي ؟
فيقول الله تعالى : ألحقوا بها أتباعها وأشياعها
( الزهد )
...عن الحســـن البصري قال :
لأن أقضي حاجة لأخ أحب إلي من أن أعتكف سنة .
( عييون الأخبار )
...قيل ليــــوسف عليه السلام مالك تجوع وأنت على خزائن الأرض ؟
قال : أخاف أن أشبع فأنسى الجائع .
( عيون الأخبار )
...قال أحد الشعراء :
إذا جــلس الثقيل إليك يوما .. أتتك عقوبة من كل باب
فهـــل لك ياثقيل إلى خصال .. تنال ببعضها كرم المآب
إلى مــــالي فتأخــــذه جميعــــا .. أَحلُّ لديك من ماء السحاب
وتنتِفُ لحيتي وتدقُّ أنفـــي .. وما في فيَّ من ضرس وناب
على ألا أراك ولا تـــــراني .. مقاطــــــــعة إلى يوم الحساب
( بهجة المجالس )
...
روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
أنه أخذ بلسانــه في مرضه فجعل يلوكه في فيه ويقول :
هذا أوردنــــــــــــي المــــوارد
( المنتقى )
...يقول الحسن البصري :
تنقــــوا الإخوان والأصحاب والمجالس ؛ وأحبوا هوناً وابغضوا هوناً
فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا , وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا
إن رأيت دون أخيــــــــــك سترا فـــــــــــــــــلا تكشفه .
( المنتقى )
...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من أصاب في الدنيا ذنباً فعوقب به فالله أعدل من أن يُثني
عقوبته على عبده , ومن أذنب في الدنيا فستر الله عليه ,
فالله أكرم من أن يعود في شيءٍ قد عفا عنه )
( رواه أحمد والترمذي )
أوصى ( ابن عباس ) رجلاً فقال : لاتتكلم بما لايعنيك ؛ فإن ذلك فَضْلٌ ,
ولست آمن عليك الوزر , ودع الكلام في كثير مما يَعْنيك حتى تجدَ له موضعاً ,
ولا تمارِ حليماً ولا سفيهاً ؛ فإن الحليم يَقْلِيكَ , والسفيه يؤذيك , واذكر أخاك إذا
توارَى عنك بما تحبُّ أن يذكرك به إذا تواريتَ عنه , ودعه مما تحبُّ أَنْ يدعَكَ منه ؛
فإن ذلك العَدْلُ , واعمل عَملَ امرىءٍ يعلم أنَّه مجزيٌّ بالإحسان , مأخوذٌ بالإجرام .
* فضل : زيادة عن اللازم
* لاتمار : لاتجادل
* يقليك : يبغضك
.
..
0 التعليقات:
إرسال تعليق