مدونة شفيــر الذكــرى

بوجع بوهن وربما بفرح مُرتهن..بـِلا حَـزن بـِلا شجن وربما الوجع ولّى وارتحـل ( للكاتبه/ سُهى علي .. )


قال معاوية ابن أبى سفيان لضرار بن حمزة : 


صف لي علياً فقال : أو تعفيني : قال : بل تصفه .

فقال : أو تعفيني .

قال : لا أعفيك قال : أما إن لابد فإنه كان بعيد المدى شديد القوى يقول فصلاً ، ويحكم عدلاً يتفجر العلم من جوانبه ، 
وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله
غزير الدمعة، طويل 
الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس
ما خشن 
ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا ؛ يجيبنا إذا سألناه ، ويأتينا إذا دعوناه،
ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة 
له ، ولانبتديه تعظيماً له فإن تبسم فعن
مثل اللؤلؤة المنظوم، يعظم أهل الدين 
ويحب المساكين ، لا يطمع القوى في باطله ،
ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله 


لرأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه قابضاً على لحيته
يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، وكأني
أسمعه
وهو يقول : يا دنيا 
ألي تعرضت أم لي تشوفت ؟ هيهات غري غيري ، قد بتتك
ثلاثاً فلا رجعة لي فيك ، 
فعمرك قصير ، وعيشك حقير، 


وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .


قال : فذرفت دموع معاوية فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء
ثم قال 
معاوية : رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟
قال : حزن من 
ذبح ولدها في حجرها فلا ترفأ عبرتها ولا يسكن حزنها . 



التبصرة لابن الجوزي ( 1/ 442 ، 445)

منقول من
http://ansar.w666w.net/vb/index.php






abuiyad

0 التعليقات: