مدونة شفيــر الذكــرى

بوجع بوهن وربما بفرح مُرتهن..بـِلا حَـزن بـِلا شجن وربما الوجع ولّى وارتحـل ( للكاتبه/ سُهى علي .. )

.


.

أسئلة في المولد النبوي

لماذا لا نحتفل بالمولد؟
1 ـ هل لأننا لا نحب الرسول صلى الله عليه وسلم؟
معاذ الله! كيف ومحبته أصل من أصول هذا الدين!
لكن ههنا سؤال ساذج (سطحي):

هل الاحتفال من الدين أم لا ؟
إن لم يكن من الدين فقد انتهى الأمر.
وإن قلت إنه من الدين فلماذا لم يفعله أو يرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمره الله ببلاغ الرسالة ؟ وأخبر سبحانه بأنه أكمل لنا الدين ؟
ولماذا لم يفعل ذلك أصحابه رضوان الله عليهم وهم أعظم الناس محبة له ؟!
ولماذا لم يفعله التابعون ومن بعدهم إلى نحو 600 سنة من البعثة ؟!
أيعقل أن يغفل أهل هذه القرون كلها عن هذا الخير ويفطن له بعض المبتدعة الذين
أرادوا استمالة العامة إلى معتقدهم الفاسد ؟!
ومن العجائب بعد هذا أن يقال : إن تحريم الاحتفال بالمولد بدعة وهّابية !!
فلو كان هذا صحيحا فيكفي الوهابية (مع التحفظ على التسمية) شرفاً
أن يقتدوا بالسلف الصالح.

2 ـ أليس في المولد إحياء لذكراه ؟
فيقال: إن إحياء ذكراه من أعظم القربات ، لكن من الظلم العظيم لمنزلته صلى الله عليه وسلم أن نختصر إحياء
 ذكراه في ليلة أو يوم ، بل حق على المحب له أن يتذاكر سيرته بشكل شبه يومي !

3 ـ من ناحية تاريخية ، فإن المولد لم يثبت في تحديد يومه شيء ، وإنما الذي
صحّ هو أنه صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين.

4 ـ قال قائل : كيف تحرمون الاحتفال بالمولد ، وتجيزون الاحتفال بمرور 50 عاماً
أو 100 عام على الحدث الفلاني والحدث الفلاني ؟
فالجواب سهل : أن يقال : إنما يورد هذا الإيراد على من يجيزون ذلك ، أما من
يمنع من الأمرين جميعاً فلا إيراد عليه.
هذا ما يخص المولد مجرداً ..
أما إذا صحبه منكرات أخرى ، فإن المنع منه يتأكد ويتوجب ..
والغريب أن المنكرات كأنها أصبحت ملازمة للموالد مع تفاوت الأزمنة ، وقد
قرأت ذلك في كلام ابن تيمية وابن الحاج المالكي والطرطوشي المالكي
وغيرهم من العلماء رحمهم الله .
وقد رأيت هذا بنفسي ، فقد قدّر لي أن أكون في أحد البلاد الإسلامية يوم الثاني عشر من ربيع الأول قبل 17 عاماً ، ومررت بجامع أقيم فيه المولد، فلا تسل عن المنكرات التي رأيتها !!
اختلاط شنيع ، واستغاثة بالرسول ! بل رأيت أموراً شركية ، والله المستعان.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وبسلفنا الصالح رحمهم الله.
وكتبه/ د.عمر بن عبدالله المقبل
أستاذ مشارك في كلية الشريعة بجامعة القصيم
الأثنين 11/3/1432هـ




.

abuiyad

0 التعليقات: