.
أخرج البيهقي في "الشعب" في (9/418) عن معاذ بن جبل قال :
كان في بني إسرائيل رجل عقيمٌ لا يولد له ، وكان يخرج ، فإذا رأى غلاماً ـ من غلمان بني
إسرائيل ـ عليه حُلُي ، يخدعه حتى يدخله فيقتله ، ويلقيه في مطمورةٍ له .
فبينا هو كذلك ، إذ لقي غلامين أخوين ، عليهما حلي لهما ، فأدخلهما ، فقتلهما ، وطرحهما
في مطمورةٍ له ، وكانت له امرأة مسلمة ، تنهاه عن ذلك ، فتقول له : إني أحذرك النقمة من الله
عز وجل ! وكان يقول : لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا !
فتقول : إن صاعك لم تمتــــلئ بعد ، ولو قد امتلأ صاعك أُخذت .
فلما قَتَل الغلامين الأخوين ، خرج أبوهما ، فطلبهما فلم يجد أحداً يخبره عنهما ،
فأتى نبيــــاً من أنبيـــاء بني إسرائيل ، فذكر ذلك له ، فقال له النبي ـ عليه السلام :
هل كانت لهما لعبة يلعبان بها ؟
قال: نعم ، كان لهما جرو ، فأتي بالجرو ،
فوضع النبي ـ عليه السلام ـ خاتمه بين عينيه ، ثم خلى سبيله ، فقال :
أول دارٍ يدخلها من بني إسرائيل فيها ميتان ، فأقبـــل الجرو يتخلل الدور ، حتى دخل داراً ،
فدخلوا خلفه ، فوجــدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله ، وطرحهم في المطمورة ،
فانطلقوا به إلى النبي ، فأمر به أن يصـــلب ، فلما رفع على خشبته ،
أتت امرأته فقالت : يافــلان قد كنت أحذرك هذا اليوم ، وأخبرك أن الله غير تاركك ،
وأنت تقول : لو أن الله أخذني على شيء ؛ أخذني يوم فعلت كذا وكذا !
( فأخبرك أن صاعــــــك بعد لم تمتلئ ، ألا وإن هذا قد امتـــــــــــلأ صاعك )
انتهى.
فإلى كلّ من غرّه إمهال الله له بظلمه لزوجها ،
أو زوجته ،
أو ولده ،
أو والديه ،
أو لموظف تحت إدارته ،
أو لعامل عنده ،
أو لغيرهم من الناس .. انتـــــــــــــــــــبه !
فقد تأتي لحظة امتلاء الصاع في لحظةٍ لا تخطر لك على بال !
د. عمر المقبل .
.
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق